فاعلية عمارة البايوفيليا في الواقع العمراني المعاصر

Abstract

تلعب عمارة البايوفيليا دوراً أساس في تحقيق الإنسجام والتوافق بين الإنسان والبيئة الطبيعية, لا سيما بعد إنفصال دام بينهما لعدة سنوات, تجاوزت فيها العمارة على البيئة الطبيعية ونظمها وباتت تستنزف الطاقات الناضبة والموارد الطبيعية وتطلق العديد من الملوثات. وتهدف عمارة البايوفيليا الى إنشاء مبانٍ صديقة للبيئة, وكفوءة في إستخدام الطاقة, وتعمل على الحدّ من التلوث, فضلاً عن المحافظة على صحة الإنسان وتعزيز إنتاجيته. لذا, تُعَد عمارة البايوفيليا واحدة من حركات العمارة البيئية التي تساعد على إعادة العمارة الى مسارها البيئي الصحيح, وبما ينعكس إيجابا على صحة المجتمع والمحافظة على نظم البيئة الطبيعية, من خلال ردم الهوة بين الإنسان والبيئة الطبيعية. وبالنتيجة, أصبح تبنِّي نهج عمارة البايوفيليا حاجةً وضرورةً مُلِّحة بغرض تطبيقة في الواقع العمراني المعاصر, لا سيما بعد إبتعاد العمارة عن واقعها البيئي. بناءاً على ذلك, تمثَّلت المشكلة البحثية بوجود نقص معرفي حول فكر عمارة البايوفيليا وآلية تطبيقه في الواقع العمراني المعاصر.

وعليه, تضمَّن البحث جزئين, الأول: الجانب النظري, والذي تناول الإطار المفاهيمي لعمارة البايوفيليا وإستنباط أهم الجوانب فيها بغرض تبنيها بمثابة أساس للجزء العملي من البحث. والثاني: الجانب العملي, والذي تناول ثلاث أبنية مشيدة وفق مبادئ عمارة البايوفيليا وتحليلها وفقا للإطار النظري الذي جرى إستنباطه.

وقد توصل البحث الى ضرورة تبني نهج عمارة البايوفيليا في البيئة العمرانية المعاصرة, بغرض السعي الى خلق عمارة بيئية تحافظ على صحة الإنسان وتعزز من إنتاجيته, فضلاً عن تكاملها مع نظم البيئة الطبيعية والمحافظة عليها. فضلا عن التوصية بأهمية تطبيق عمارة البايوفيليا في البيئة العمرانية المعاصرة, لا سيما الواقع العمراني العراقي المعاصر, لتحقيق عمارة متوائمة مع البيئة الطبيعية وبإسلوب مستدام بيئي